الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بين الفهم الصحيح والواقع المعاصر

الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ؛ بين الفهم الصحيح والواقع المعاصر

* الدكتور عكرمة عمايرة

يبدو أن الغالبية إن لم يكن السواد الأعظم من المجتمع يفهم "الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر" بأنه قتالٌ مسلحٌ وضربٌ بالنار، وتطبيقٌ للأحكام الشرعية أوالقضائية على أساس الهوى والرأي المنفرد! وكذلك تغيير المنكر الظاهر باليد أو اللسان أو رفضه بالقلب!
الأمر أبسط بكثير مما تتخيلون!

مثلاً:

*رفع الأذى عن الطريق، أو منع طفل من قطع طريق بصورة متهورة، أو إيقاف شخص عن إيذاء حيوان كلها قد تكون صوراً من صور تغيير المنكر باليد!

*الإبلاغ عن لمبة إنارة شارع تالفه من خلال هاتفك (تكلفك بضع دقائق إتصال مجانية، وبضع فلسات من إستهلاك هاتفك للطاقة الكهربائية)، أو الإبلاغ عن سائق متهور، أو تلف في شبكة الكهرباء، أو سوء إستخدام للمال العام؛ كل ذلك بطريقةٍ سلميةٍ حضاريةٍ وقانونيةٍ شرعيةٍ. كلها قد تكون صوراً من صور تغيير المنكر باللسان!

*إنكار انتشار الفاحشة والمنكر (كالمشروبات الروحية المسكرة والتدخين والحفلات الماجنة) بقلبك والدعاء لفاعليها بالهداية والصلاح؛ قد تكون صوراً من صور الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بالقلب!

لكن يبدو أن الجُبن المغروس في قلوب الكثير، والذل والهوان الذي تربى عليه البعض، وسوء الظن بالآخرين، واليأس والقنوط من الحال، لا يُري صاحبه سوى الصورة القاتمة للأشياء حتى في عز النهار، لا يسمح لنفسه بالتفكير مع ذاتها بأن الإسلام دين رحمة وعمل وإخلاص.
أتعلمون، ماذا؟!
التفكير بهذه الطريقة وتربية أبناءكم وبناتكم في ظل هذه الظروف الغامضة والسوداوية، يجعل منهم ضعافاً مهزومين أمام قوى الشر والمكر، وإن حاولوا التخلص والتملص منها لا يجددون سوء باب أكثر سواداً ألا وهو باب التطرف والإرهاب، أو باب الإستسلام والخنوع، أو باب هجرة العقول والكفاءات، وتفريغ بلدنا وأرضنا من كل مخلصٍ مجدٍ محبٍ لبلده.
هوّنوا على أنفسكم من صعوبة التفسيرات وعقد التحليلات وسوء النوايا وهواجس الأفكار الإستسلامية؛ وازرعوا في نفوس أبناءكم وبناتكم حب الخير وبذل النفس والعزيمة والإصرار.
#دمتم_بخير


تعليقات

المشاركات الشائعة