هذا تعب وكد المزارع ونيالك يا هالتاجر
تنكة الزيت ثمنها ( ٣١٥ ) ديناراً
* رائد عبدالرحمن حجازي
بدايةً اسمحول لي أن أقدم لكم هذا الإقتباس وبتصرف من كلام الصديق تيسير مزاهرة عن تعب المُزارع وخصوصاً أصحاب الزيتون .
وهذا هو الاقتباس وبتصرف
" أنا مقهور ، أمضينا العمربالشقاء ، فقد زرعوا أجدادنا وتوارثنا ما زرعوا ، وأنا عشت عمر الشقاء والتعب على مدى ثمانية عقود .نحرث ونفلح ونفرط الشجر وفي أيام الثلوج كنا نعمل طوال الليل على تنكيت الثلج عن الزيتون في أجواء قارصة البرودة ، كذلك تعب الحراثة والنكاشة والتقليم ، وكانت شلايا الأغنام تهاجم الزيتون مما يستدعي عمل ورديات حراسة على مدى أيام إن لم تكون أشهر ، بالإضافة لمتابعة طلبات الحرّاث الشخصية ما بين فطور وغداء وصفت تتن وشاي وقهوة .
أما حراثين اليوم بحاسب عالدقيقة وخمسين تلفون تا يرد عليك مع مليون ترجاية وعقب التالي بطلع حراثه تهرمش بتهرمش وخصوصاً إذا حرث على إجر البطة مع تقليع شروش الشجر .
وبحسبة بسيطة لتكلفة تنكة زيت الزيتون ما بين كل ماسبق ذكره وأجرة الفراط وكذلك الرد للمعصرة وثمن الصفائح الفارغة تكون تكلفة تنكة الزيت حوالي (٧٠) ديناراً .
هذا العام حسبت مرابحي من محصول العنب فكان قرشاً واحداً للكيلو وتنكة الزيت ستة دنانير . مع العلم أنني اشتريت تنكة زيت السنة الماضية من سان فرانسيسكو ب(٤٥٠) دولار من زيت الأردن و الضفة أي ما يعادل (٣١٥) دينار أردني " أنتهى الاقتباس بتصرف .
ما لفت انتباهي وربما انتباهكم هو ارتفاع سعر الزيت في أمريكا وهذا متوقع لكن بهذا السعر الخيالي فالموضوع فيه إنّ ، فكيف لمن يتعب ويبذل كل جهده يربح بضعة دنانير في تنكة الزيت أما من لا يتعب يربح أضعاف أضعاف ذلك ! وهنا خطر على بالي تلك الدولة التي تصنع السيارات وتصدرها فتربح بضعة مئات من الدولارات ، أما الدولة التي تستوردها وتبيعها لمواطنيها فتربح الألاف من الدولارات دون أي جهد أوتعب وكل ذلك تحت بنود الجمارك والتراخيص . لذلك يجب على من يشرف على عمليات التصدير من بلدنا أن يحيط المزارع بكامل التفاصيل ، لا أن يُكتفى بإخبارهم بأننا فتحنا باب التصدير وشراء منتوجاتهم بأسعار زهيدة ولا نعلم بعد ذلك ما هي الإجراءات ولا الأثمان .
تعليقات
إرسال تعليق