صدر حديثا .. قرية جحفية الأرض والتاريخ والإنسان

بسم الله الرحمن الرحيم
المقدمة
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد، وعلى آلة وصحبه أجمعين وبعد.
قرية جحفية الأرض والتاريخ والإنسان : عنوان هذا الكتاب، والذي كان موضع اهتمامي منذ زمن بعيد ، لقد استغرقت هذه الدراسة وقتا طويلا وجهداً كبيراً حتى تم إنجازها؛ حيث قمت بدراسة ميدانية لهذه القرية وأحوالها المختلفة، على الرغم من شح المصادر.

جحفية القرية العزيزة على قلب كل واحد من أبنائها، التي لا تغيب عن الذاكرة والوجدان مهما ابتعدنا عنها، فهي مسقط الرأس ومربع الصبا، فيها عبق التاريخ الإنساني بمختلف مراحله.

هذا البحث تناول دراسة لقرية جحفية الواقعة في شمال الأردن، من الناحية الجغرافية، الأثرية، التاريخية، الاجتماعية، السكانية، الاقتصادية، التعليم، بالإضافة لدراسة توثيقية لأبناء القرية المتوفين، وكانت مرجعيتي هي الوثائق وحسب ما هو مدون في الدفاتر العثمانية، وخاصة السكانية منها.

تضم قرية جحفية بين جنباتها العديد من الشواهد الأثرية والتاريخية، فالتل يعود لفترة العصر الحديدي الأول والثاني، حيث كشفت التنقيبات الأثرية التي أجريت لتل جحفية لعدة مواسم عن معلومات قيمة تؤرخ لقرية جحفية والمنطقة المحيطة بها، أما الفترات التاريخية فكانت الفترة العثمانية هي الفترة الظاهرة في تاريخ هذه القرية، حيث أشارت الدفاتر العثمانية بأن قرية جحفية كانت مأهولة منذ القرن السادس عشر، وكنت جاهدا في إعطاء المعلومة الدقيقة من خلال البحث العلمي المستند على الوثائق ودفاتر الطابو، تم توزيع عناوين هذا البحث على ثمانية فصول، فكان الفصل الأول يتحدث عن جغرافية القرية والمنطقة المجاورة لها، وأما الفصل الثاني فقدمت فيه شرحاً وافيا عن آثار القرية وتناولت فيه المواقع الأثرية، وتعريفا مختصرا للعصور التاريخية، أما الفصل الثالث فقد عرضت فيه تاريخ القرية، وكان البحث محصورا على الفترة العثمانية في القرن (10هـ=16م)، وتقديم ما تحويه دفاتر الطابو العثمانية ذوات الأرقام (430، 401، 99)، والتقسيمات العثمانية لأراضي قرية جحفية عام 1876م، أما الفصل الرابع: فتناول الحياة الاقتصادية التقليدية، والتي بيَّنْتُ فيها ملكية الأرض، الإفراز والتسوية لعام1937م، وسجلات الضرائب العثمانية للقرية، أما الفصل الخامس: فتناولت فيه الحياة الاجتماعية والمجتمع في قرية جحفية، والقيم والعادات في القرية، والدلالات الزراعية في الأدب الشعبي، وبعض المظاهر والتقاليد الاجتماعية، وتحدثت في الفصل السادس عن السكان وتوزيعهم العشائري، وبينت فيه من خلال سجلات الضرائب أسماء سكان قرية جحفية الواردة في تلك السجلات، أفخاذ وبطون عشيرة الطلافحة، أما الفصل السابع فكان الحديث عن البيوت والمساكن التراثية القديمة، حيث تناولت بالتفصيل أجزاء البيت القديم ومرافقه وطراز بنائه، وكل ما يخدم الإنسان من ملحقات، وأما الفصل الثامن والأخير فقد خصصته للتعليم، وكان الاهتمام على مرحلة المشايخ والكتاتيب التي بدأت منذ عام (1924 -1957م ).

وإنني أختم هذه المقدمة بقوله تعالى: (وَجَعَلْنَا بَيْنَهُمْ وَبَيْنَ الْقُرَى الَّتِي بَارَكْنَا فِيهَا قُرًى ظَاهِرَةً وَقَدَّرْنَا فِيهَا السَّيْرَ سِيرُوا فِيهَا لَيَالِيَ وَأَيَّامًا آمِنِينَ ( (سبا آية 18). آملين أن تعين هذه الدراسة أهل العلم، وأهل القرية في التعرف على قريتهم.       
الدكتور زياد عبد الله العلي طلافحة



تعليقات

المشاركات الشائعة