مقالات مختارة تستحق القراءة
لمصلحة من تكسير صورة الرئيس ؟
أنا لست متنفعا من بشر الخصاونة ، على الأقل في عهده تم إرسال كتاب لي من صحيفتي بإنهاء عملي نتيجة إزدواجية الوظيفة ، والحكومة لم تحرك ساكنا .. لأنها تؤمن أن قرارات ( خلود السقاف) في الضمان الإجتماعي .. أهم من الموروث والتاريخ والدولة ...
الرئيس الوحيد الذي في عهده ، تم توقيفي عن الكتابة ، وهو الرئيس الوحيد الذي لم اصطدم به ولن أفعل ذلك أبدا :
أنا أعرف كيف حاول البعض شطبه من الحياة السياسية ، حين عينوه سفيرا في إسرائيل وصدر القرار ... على الأقل علي العايد الوزير في حكومته ، قبل على الفور .. بعكس الرئيس بشر فقد قام بوضع مستقبله الوظيفي كاملا في جهة ، والموقع في جهة أخرى ..ورفض وقرر العمل في سلك المحاماة ... وفي النهاية عادت الدولة عن القرار ... هل يجرؤ موظف في الخارجية على الإقدام على هذا الفعل ؟ .. هو تجرأ ... وهذه تسجل له .
أنا أعرف حين كان مديرا لمكتب الملك كيف خاض اشتباكا ، مع كمال الناصر ...وكيف اعترض على ابعادنا عن لقاءات الملك ، واعترض على قصة الصفوة ...ورفض أن تكون اللقاءات محصورة بالمؤلفة قلوبهم فقط ..
أنا أعرف .. أنه لم يكن مثل سابقه عمر الرزاز مغرقا في الإستشراق ، كارها للهوية الوطنية ...مؤمنا ان خلاص الدولة يتم بشطب المفهوم العشائري ..
أنا أعرف ان ماكنة الدولة المدنية ، وحزب واشنطن وإسرائيل ... في الأردن عملوا على تشويه صورته بأكثر مما يجب ، لا بل شيطنوه .. بثوا عنه أسوأ الأشياء .. وهمسوا في مفاصل القرار ، وهمسوا في آذان أعوانهم في السفارات واتهموه بالشرق أردني الراديكالي ... وهل النعيمة تعرف الراديكالية ؟ وهل تجوز العمالة للبعض والتنفع والتكسب .. بالمقابل لا تجوز للنعيمة ... ان تنتج رؤوساء وزارات ؟
انا أعرف .. مجتمع ( الأن جي اوز ) .. ومجتمع أصدقاء السفير الأمريكي ، كيف حاولوا تلويث تاريخه ، ونعتوه ( بالعصبي ) ..وأعرف كيف حاولوا مس تاريخ أبيه واعتبروا ان صداقة صدام حسين لوالده تهمة ، أنا اعرف .. ايضا اني وقفت في جلسة ، وكدت ان أشتبك مع أحدهم بالأيدي .. حين نعته بأنه متهور وعصبي ... وحين أغرقوا في الإتهامية.. تذكرت يومها كيف استقبلني في مصر حين كان سفيرا وفتح منزله لي .. وهل يكافؤ الكرم بالصمت؟...تذكرت لحظتها كيف كسب قضية مطبوعات ونشر ضدي ، حين كان مديرا للمركز الأردني للإعلام وأسقطها قبل صدور القرار بيوم واحد ، وكان يتضمن القرار إدانة لي
لكن الغريب أن أحدا لم يتحدث عن بشر الخصاونة من زاوية .. الرصيد .. وهل يملك منزلا في قبرص ؟ .... وهل تسول لدى النفط من اجل شراء شقة له في موناكو ... هل قام أحد من عائلته بتهريب ( ٣) مليون دولار في حقيبة ؟....هل قام بشر الخصاونة بتمليك ابنه اراض في العقبة والبحر الميت ... هل أسس شركات في التعليم واستثمر في البورصة ؟ هل انتقل من شقته إلى قصر في دابوق ...هل تسول عند رأس المال ؟ هل اشترى ألماسا من فرنسا .. وفتح رصيدا برقم سري في سويسرا ؟
منذ ٢٥ عاما وأنا أكتب ، هذه الحكومة الوحيدة التي في عهدها .. تم ايقافي عن الصحافة ، تم اغتيال أهم ما املكه ..
ولكني منحاز للهوية الوطنية ، وأظن إن إفشال هذا الشخص صار ضرورة، لدى مؤسسات المجتمع المدني .. والليبراية الشرسة ...ومن أغرقوا في عناوين المدنية
لو أن النائب العدوان ، جلس على كرسي الرزاز .. لا بل خلعه .. لمددت كفي له كي يقوم بالدوس عليها ...لكن أحدا لا يجرؤ على الرزاز ... لأنه رئيس بمواصفات دولية .. ولكن حين يوجد لدينا رئيسا بمواصفات محلية ، يجب نهشه وتدميره .. وحرق كل مراكبه ...
وسؤالي المؤلم .. لماذا لم يتم التجرؤ على الرزاز ؟ على من شطبوا هويتنا .. من عابوا علينا القيم .. من جعلوا من المرأة الأردنية موضوع بحث وسخرية ، من أنتجوا أسوأ الأوصاف عن مجتمع العشيرة، من نفعوا الأصدقاء والمحاسيب ، من إذا أعطيتهم مفتاح سيارتك وقلت لهم إذهبوا إلى ماركا فلن يعرفوا الطريق ، بالمقابل ...لأن رجلا من النعيمة جلس على كرسي القرار تتم محاولات تكسيره وللأسف بيد أردنية .. وبقلب أردني ... وبغضب أردني ...
هذه الحكومة ، هي الحكومة الأكثر ظلما لي .. والأكثر أذى .. وها أنا مهمش جدا .. ممنوع أن أكتب في الرأي ، وممنوع ان يكون لي مكتب في مؤسستي أمانة عمان التي خدمت بها ٢٠ عاما .. وما زلت ..
ولكني مع كل ذلك .. استطيع انا اقايض أشياء كثيرة بالمصلحة الشخصية ، إلا الهوية .. والأردن ..وكلمة حق يجب ان تقال في زمن ظالم .
عشت عمري مقاتلا شرسا عن الأردن وسأموت كذلك ...
انتبهوا جيدا .. تكسير بشر الخصاونة في هذه المرحلة الحرجة ، ليس لمصلحتنا ابدا .. وإن فعلنا وهشمنا صورته ، أخاف أن يأتي علينا الزمن الذي نبكي فيه على المرحلة ...
والله من وراء القصد
عبدالهادي راجي
تعليقات
إرسال تعليق