الاكاديميات الرياضية تضيء مستقبل الحالمين بالنجومية
كتب ناصر الشريدة
وجد ٣٠٠ ألف طفل انفسهم في اروقة اكاديميات رياضية اردنية ، تتخذ من الملاعب والمجمعات الرياضة وملاعب القطاع الخاص للعام الثاني على التوالي ، اماكن للتدريب على مدار عدة ساعات يومية وفق برمجية دوام تريح الاطفال والمشرفين والمدربين .
ويقول رئيس الاتحاد العربي للاكاديميات في الوطن العربي الكابتن يوسف خاطر ، ان عدد الاكاديميات في الوطن العربي الناشئة منذ عامين تجاوزت اربعين الف اكاديمية ، منها الف وخمسمئة اكاديمية في الاردن ، ما يبشر بنجاح توجهات حماية الاطفال من الافات المجتمعية والتصقع في الشوارع والتعلق بوسائل التواصل الاجتماعي وخلق فرص لخريجي الرياضي واللاعبين .
ويضيف الكابتن خاطر ، ان الاردن فخور ان يكون مقرا لاتحاد الاكاديميات العربية الناشئة والحاضنة لجيل فتي مؤمن بحب الوطن ، وملاذا ومستقرا للمواهب الرياضية خاصة الكروية ، لان العقل السليم في الجسم السليم .
وعلى ملاعب المجمع الرياضي بديرابي سعيد بلواء الكورة في شمال الاردن ، تستحوذ اكاديمية نادي الفيصلي على استقطاب جيل من الاطفال لم تتجاوز اعمارهم السابعة عشرة ربيعا ، يدفعهم الحماس والقوة للانخراط بالتدريب على يد مدربين مؤهلين ومعتمدين من الاتحاد العربي للاكاديميات ، تمهيدا لزجهم في صفوف الاندية الرياضية الاردنية مستقبلا ، ليشكلوا مع اقرانهم فسيفساء الاردن الجميل .
ويقوم الكابتن ابراهيم غازي الخطايبة الحاصل على شهادة البكالوريس في التربية الرياضية من جامعة اليرموك عام (2012م) ، بتدريب جيل من البراعم الناشئة في محافظة اربد وعلى ملاعب في قصبة اربد وبيت يافا وديرابي سعيد ، مقابل اجور شهرية متواضعة ، همه انتاج جيل من النجوم يحلقون في سماء الكرة الاردنية والعالمية .
ويضيف الكابتن الخطايبة ، ان الاكاديميات الرياضية فتحت فرص عمل لخريجي الرياضية ، بالاعتماد على توفير دخل مادي لهم بدل انتظار الدور للحصول على وظيفة حكومية ، حيث تمكن المئات من خريجي الجامعات من استثمار وجود الاكاديميات المعتمدة من الاتحاد والاندية وتكوين فروع لها على مساحة الجغرافيا الاردنية .
ويقف اطفال بعمر الورد على ملاعب البساط الاخضر المغلقة في حدائق الملك عبدالله الثاني في مدينة اربد ، وسط الملعب بشموخ وكبرياء اللاعبين الكبار وبنظرة تفاؤلية على شاكلة لاعبو المنتخب الاردني والاندية المحلية العالمية ، مرددين " نحن ابطال المستقبل ، احنا نشامى الاردن " ، فيما يصفق لهم المدربون وينحنون احتراما وافتخارا لجيل يسعى لتغيير نظرة العالم للرياضة الاردنية والعربية .
ويبين الكابتن خاطر ، ان هدف الاكاديميات حماية الاطفال من آفات المجتمع ، وخاصة المخدرات والتواجد في الشوارع ، الى جانب تأهيل المتميزين منهم للالتحاق بالاندية الرياضية وخلق فرص عمل للمتعطلين عن العمل من اللاعبين القدامى او خريجي الرياضة ، حيث يقوم حاليا ثمانية الاف مدرب بالتدريب في الف وخمسمئة اكاديمية اردنية .
ويشعر الطفل " عبدالرحمن ناصر " البالغ من العمر اثنا عشرة عاما ، بفرحة كبيرة وهو يلتحق باكاديمية نادي الفيصلي بديرابي سعيد ، ويخضع لتدريب رياضي متقن يمتاز بالعلم والمهارة ، ويعتبر مع زملائه ان هذه فرصة ثمنية تسجل للقائمين على هذه الاكاديميات الناشئة بالاردن ، داعين وزارة الشباب دعم هذه الاكاديميات من خلال اتاحة التدريب لهم بالمجمعات الرياضية بالمجان .
وعبر حركات رياضية يؤديها الاطفال في ساحة ملعب ديرابي سعيد قبل بدء التدريب ، يؤكد الكابتن الخطايبة ، مؤسس اكاديمية النادي الفيصلي الرسمية والمعتمدة من النادي الفيصلي ، وشركة تسويق كفاءات اللاعبين ، ومؤلف كتاب الالعاب الصغيرة في التربية الرياضية ، ومعد برنامج تطوير اللغة الانجليزية عند الاطفال من خلال حصة التربية الرياضية ، اننا قطعنا شوطا لا بأس به في اعداد لاعبين محترفين من البراعم الصغار .
يقول الكابتن خاطر ، ان الرسوم الرمزية التي يدفعها المشاركين شهريا تذهب لشراء لوازم التدريب وحجز الملاعب الرياضية ، مقابل النزر اليسير من المال التي يأخذها المدربون النشطاء ، الذين قدموا مصلحة الوطن على مصالحم الخاصة ، الامر الذي يتطلب من وزارة الشباب مساعدة الاكاديميات بتوفير ملاعب مجانية للتدريب للتخفيف من العبء المادي المطلوب من المشرفين عليها .
ويرى الكابتن خاطر ، ان تأثير وفوائد الأكاديميات على الاردن ستكون كبيرة بإشراك مئات الآلاف من الأطفال والشباب في انشطة رياضية ، وخدمة الاف عائلات المدربين والاداريين ووسائط النقل ومحلات الرياضة واصحاب الملاعب بسبل العيش ، وتنشيط الواقع الاقتصادي على مساحة جغرافيا الوطن باعتباره النشاط الوحيد الذي يبلغ بطون القرى البعيدة عن المدن ، وتنمية منظومة العلاقات الاجتماعية باشراك جميع الطبقات والخلفيات الدينية والعشائرية في الانشطة المؤثرة وتصب بمصلحة المجتمعات.
ان الدور الفاعل الذي ستفرزه الاكاديميات الرياضية الكروية في المجتمعات الاقل حظا والفقيرة ، كونها تمول ذاتها بذاتها ماديا وتبني اواصر الالفة والتحاب ، سوف تعالج مشاكل اجتماعية مثل التطرف وانتشار المخدرات والتشرد والعنف الاسري ، وتصب في تحسين الجبهة الداخلية وتماسك المجتمعات .
تعليقات
إرسال تعليق